.يزوّد النظام الغذائي المتوازن الجسم بالكميّة المناسبة من الطاقة أو السعرات الحراريّة. سواء المتوفرة في الأطعمة أوالمشروبات، وذلك للمحافظة على توازن الطاقة. (بالإنجليزية: Energy balance).
أي أنّ الطاقة المُستهلكة من الغذاء يجب أن تعادل تلك التي يحتاجها الجسم من أجل أداء وظائفه المختلفة كالمشي والحركة. وغيرها من العمليّات الحيويّة؛ كالتنفس، وضخ الدم، والتفكير، وبالتالي فإنّ استهلاك السعرات الحرارية الزيادة عن حاجة الجسم خلال فترةٍ مُعيّنة يزيد من الوزن عبر تخزينها على شكل دهون.
وتجدر الإشارة إلى أنّ طبيعة الغذاء الصحّي والمتوازن يختلف من شخصٍ لآخر حسب عدّة عوامل. وذلك حسب عوامل العمر، والجنس، ونمط الحياة، ومستوى النشاط البدني، والبيئة المحيطة، والأطعمة المتاحة. إلّا أنّ عناصر الغذاء الصحّي للحصول على التغذية السليمة ثابتة. ومن الجدير بالذكر أنّ اتّباع نظام غذائيّ صحيّ يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض. وبالمقابل فإنّ الإنتاج المتزايد للأطعمة المُعالجة، والأطعمة السريعة، وتغيُّر نمط الحياة في الوقت الحاضر أدّى إلى التأثير في الأنماط التغذويّة للأفراد. فقد رفع من استهلاك الأطعمة الغنيّة بالسعرات الحراريّة، والدهون، والسكريّات الحرّة، والأملاح أو الصوديوم. وذلك مع انخفاض استهلاك الكمية الكافية من الأطعمة الصحية كالخضار، والفواكه، والألياف الغذائيّة؛ كالحبوب الكاملة.
العناصر التي يحتاجها جسم الإنسان
المغذيات الكبيرة
إن المغذيات الكبرى (بالإنجليزية: Macronutrients) هي العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الجسم بنسبة عالية تصل إلى الغرامات، مثل؛ الماء، والكربوهيدرات، والبروتين، والدهون. وهذه العناصر -باستثناء الماء- هي العناصرَ الغذائيّة المزوِّدة بالطاقة ويقيس الأطباء مثل هذه العناصر بالسعرات الحراريّة المُهمّة للجسم من أجل النمو، وترميم الأنسجة وتجديدها بنمو أنسجة أخرى. كما تقوم بتوصيل النبضات العصبيّة، وتنظيم العمليات الحيوية
وفيما يأتي توضيح هذه العناصر:
الكربوهيدرات: العنصر الأساسي للتغذية السليمة
بمختلف أنواعها كالسكريات البسيطة؛ التي يهضمها الجسم ويمتصّها بشكل سريع. والنشويّات المعالجة؛ التي تشترك مع السكريات بسرعة هضمها وامتصاصها، ويجدر التنويه إلى أنّ مصادر الكربوهيدرات الأقل صحّةً هي الأطعمة المعالجة بنسبة عالية. على سبيل المثال: الخبز الأبيض، والمعجنات، والسكر في المشروبات الغازيّة؛ حيث تحتوي هذه الأطعمة على الكربوهيدرات سهلة الهضم، والتي تسبب زيادةً في الوزن.كما تسبب رفع خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب. ومن الأنواع الأخرى للكربوهيدرات الألياف؛ التي يحطّم الجسم بعضها ويستخدمه كطاقة، أو تتغذى عليها البكتيريا الجيدة في الأمعاء. ويطرح بعضها الآخر دون أي تغيير، ومن الجدير بالذكر أنّ النشويّات غير المعالجة والألياف تمثل الكربوهيدرات المعقّدة التي يحتاج الجسم وقتاً أطولاً لهضمها ممّا يزيد شعوره بالشبع.
البروتينات
يُمثّل البروتين الوحدة البنائيّة التي توجد في جميع خلايا الجسم، ويتكوّن من أحماض أمينيّة ترتبط معاً بسلسلة طويلة. ويكمُن دور البروتينات في نقل المواد بين أجزاء الجسم، والمساعدة على ترميم وتكوين خلايا جديدة، وحماية الجسم من البكتيريا والفيروسات، بالإضافة إلى تحفيز النمو والتطوّر السليم للأطفال، والمراهقين، والحوامل.
الدهون
تُعدّ الدهون أحد المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم، والمهمة للمحافظة على صحة القلب والدماغ. كما تزوّد الجسم بالطاقة، وتساعد على امتصاص الفيتامينات. وتجدر الإشارة إلى أنّ الدهون لا تسبب بالضرورة السمنة أو غيرها من المشاكل الصحيّة، ويعتمد تأثيرها على نوعها الضارّ أو المُفيد. علاوة على ذلك فإن لها القدرة على التفريق بين أنواعها وتناوُل المُفيد منها بكميات متوازنة. كما قد تُساعد على تحسين المزاج والشعور بالصحّة الجيدة بالإضافة إلى إنقاص الوزن.
ومن الأمثلة على الدهون غير الصحيّة: الدهون المُشبعة؛ كقطع اللحوم الغنيّة بالدهون، والوجبات السريعة، وزيت النخيل. وغيرها من الأطعمة المقلية، والمتحوّلة وهي تلك التي تكون صلبة بدرجة حرارة الغرفة كالزبدة. أمّا الدهون الجيّدة أو الصحيّة؛ فهي كالدهون الأحادية غير المشبعة (بالإنجليزية: Monounsaturated Fat). والدهون غير المشبعة المتعددة (بالإنجليزية: Polyunsaturated Fat) التي تميل لأن تكون سائلة على درجة حرارة الغرفة، كالزيت النباتي. وهُناك العديد من الأطعمة الغنيّة بالدهون الأحاديّة غير المُشبعة كالأفوكادو، والمكسرات كالبندق والكاجو واللوز، والزيوت النباتيّة كزيت الزيتون. أمّا الدهون غير المُشبعة والتي يجب ان تتوفر في أي تغذية سليمة فتتوفر في الأسماك والمأكولات البحريّة، والزيوت النباتية كزيت دوار الشمس والذرة والصويا، والمكسرات كالجوز.
الماء والتغذية السليمة
يتكوّن جسم الإنسان من نسبةٍ تصل إلى 60% من الماء، وهو عنصر يحتاجه الجسم بشدة من أجل أداء العمليّات المختلفة. وعادةً ما يستهلك العديدُ من الأشخاص كميّةً تُعادل لترين يومياً منه. وتجدر الإشارة إلى أنّ احتياجات الفرد من الماء تعتمد على العديد من العوامل، كالعمر، وحجم الجسم، والعوامل البيئيّة، ومستوى النشاط البدني، والحالة الصحيّة. بالإضافة لذلك، الحصول عليه من بعض الأطعمة؛ كالخضار، والفواكه أيضاً.